قصة بنات الجامعة
هذه القصة يجب أن تكون عبرة لكل فتاة
بعيدة عن والديها لتصون شرفها.
التعريف بالفتاة "ملاك":
اسمي ملاك عمري 25سنة، قصتي بدأت من يوم تحصلت على شهادة الباكالوريا وبدأت الدراسة في الجامعة، تغيرت حياتي كليا، أنا بنت كأي بنات اللواتي في عمري أحب اللباس ورؤية نفسي جميلة، في أول سنة جامعية لي كنت أذهب الى الدراسة مع صديقاتي فكنا نقيم في الاقامة الجامعية بحكم بعد الجامعة عن مدينتنا فكنت أبيت مع صديقاتي في غرفة الاقامة نراجع دروسنا ونتبادل أطراف الحديث مع بعضنا البعض.
كانت امي دائما تتصل بي في الهاتف يوميا لتطمئن علي، وفي آخر الأسبوع أعود الى منزلي لقضاء عطلة نهاية الاسبوع هناك مع عائلتي ولما أعود الى الجامعة يعطي لي والدي بعض المال لأشتري ما أستحقه أثناء دراستي، كنا أسرة فقيرة والدي ليس له عمل محدد فكانت أمي تساعده في مصاريف المنزل حيث كانت تصنع الحلوى التقليدية وتقوم ببيعها، والحمد لله كانوا يغطيان جميع احتياجاتنا فلم ينقصنا شيء.
تغيرات في حياة الفتاة:
ذات يوم كنت في غرفة الإقامة مع صديقاتي وإذا بألم شديد في صدري أحسست بشعور غريب بأن شيئا ما سيحدث لي فلم استطع النوم، فاتصلت بأمي لأطمئن عليهم فأخبرتني بأنهم بخير، اطمأنيت وفرحت ثم عدت للنوم.
وفي الصباح ذهبت الى الجامعة لأدرس واذا بهاتفي يرن، استأذنت من الأستاذة وأجبت على هاتفي واذا بأمي تبكي وتقول لي أخوك أمين تعرض لحادث وهو الآن في المستشفى، أخذت أغراضي وغادرت الحصة وعدت الى مدينتي وذهبت مباشرة الى المستشفى الموجود فيه أخي.
وجدت والدي هناك ينتظران نتائج العملية الجراحية، لكن الطبيب أخبرنا أن أخي قد توفي ولم يستطع النجاة، إنهرت وبكيت كثيرا لأني اصبحت وحيدة ولم يعد لي أخ أو أخت يؤنس وحدتي، لقد فقدت أخي الغالي فعشت أسوء يوم في حياتي، فكانت الصدمة قوية على والدي فلم يستطيعا التحمل.
مرضت أمي كثيرا من هذه الصدمة وبقيت طريحة الفراش لمدة أسبوعين، لكني لم أستطع البقاء معها أكثر لأني كنت أدرس في الجامعة، عدت الى الجامعة للدراسة فقد اقترب موعد الاختبارات، فكانت صديقاتي يحضرن للامتحان ويراجعن دروسهن أما انا فقد كنت حزينة لفقداني أخي ولم استطع التركيز والمراجعة.
اجتزت الاختبار لكني في النهاية رسبت وانتقلت الى الامتحان الاستدراكي، اما صديقاتي فنجحن كلهن وغادرن الاقامة وبقيت وحيدة في الاقامة فبدأت احضر نفسي لاجتياز الامتحان.
استيقظت صباحا وذهبت الى الحمام فوجدت هناك فتاة
لا أعرفها قالت لي صباح الخير ابتسمت لها وقالت لي ابتسامتك جميلة، ما اسمك قلت لها
ملاك ثم قالت لي ملاك تبدين حزينة ما بك؟ فأعطت لي رقم غرفتها وقالت لي عندما تكونين
حزينة تعالي الى غرفتنا.
تطورات في أحداث القصة:
بعدها ذهبت الى الجامعة لاجتياز الاختبار ثم عدت الى الاقامة وبقيت هناك في نهاية الاسبوع لأحضر وأراجع لباقي الامتحانات، بقيت وحيدة في غرفتي تذكرت اخي فبكيت كثيرا ثم خرجت من الغرفة وذهبت الى تلك الفتاة لأغير مزاجي السيء.
طرقت الباب وفتحت لي ثم رأيتها ترتدي لباسا فاضحا هي وصديقاتها، فكانتا تدخنان السجائر، اندهشت من هذا المنظر لأني اول مرة في حياتي ارى فتاة تدخن فأنا اعيش في منطقة محافظة، ثم قالت لي تفضلي ادخلي، انا اسمي لميس وصديقتي اسمها منال خفت منهن وطلبت منهم الانصراف للتحدث في الهاتف.
اتصلت بأمي وتحدثنا قليلا ثم عدت الى غرفتي لأنام، وفي اليوم الموالي كان يوم الجمعة ذهبت الى الحمام فلم ارد الالتقاء بتلك الفتاة مجددا ولسوء حظي التقينا في الخارج لما عدت من مطعم الجامعة، فدعتني لغرفتها.
دخلت فوجدتها اشترت الأكل وملابس جديدة ومستحضرات التجميل هي وصديقاتها فأعجبتني تلك الاشياء كثيرا فنحن البنات نحب مثل هذه الاشياء فتحدثنا وضحكنا ثم غادرت الى غرفتي لأنام، فكنت أزورهم كل يوم بعد ان اراجع لأنني مللت من بقائي وحيدة وحزينة.
وفي نهاية الاسبوع بعد انتهائي من الدراسة قررت العودة الى المنزل لكن المال المتبقي لي لم يكن كافيا لي فكرت من اين سأحضر المال ثم ذهبت الى لميس وقلت لها اريد ان اطلب منك طلبا لكني مترددة فقالت اطلبي مني ما شئت اعتبريني مثل اختك فقلت لها احتاج بعض المال لأعود الى المنزل وحين عودتي سأسدد لك المبلغ فأعطت لي اكثر مما طلبت.
عدت الى البيت فوجدت امي مريضة وحزينة فلم تعد تساعد ابي في مصاريف البيت، مضت العطلة وعدت الى الجامعة ثم ذهبت الى لميس لأعيد لها المال لكنها اصرت على الاحتفاظ به وعدم ارجاعه لها جلست معهم وسهرنا مع بعض فكانت هي وصديقاتها تدخنان الشيشة والسجائر.
عدت الى غرفتي لأنام اشتمت صديقتي رائحة الدخان في ملابسي وبدأت تشك بي ظنا منها اني اسهر مع عمال الامن فبدأت سمعتي تتشوه وتسوء وزميلاتي طعنوني في شرفي فتخلوا عن صحبتي لهم واصبحت وحيدة.
أصبحت "لميس" و"منال" صديقاتي الجديدتين، كنت ازورهم في غرفتهم وذات يوم وجدتهم قد اشتروا انواع المأكولات وملابس جديدة ومساحيق التجميل فانتابني الفضول وسألتهم من اين تحضرون كل هذا المال فأنا والدي فقير واخبرتهم عن ظروفنا المادية الصعبة.
قالت لي غدا سنصحبك معنا وستعرفين عملنا وفي اليوم الموالي ذهبت الى الجامعة درست وحين انهيت دراستي قصدت مباشرة لميس لتصحبني معها فلما وصلت قالت لي هذه الملابس التي ترتدينها لا تليق بعملنا فأعطت لي ملابس مكشوفة وفاضحة ليست من عادتي ارتدائها لكن حاجتي للمال دفعني لارتدائهم ووضعت لي مساحيق التجميل وخرجنا من غرفة الاقامة فوجدنا سيارة تنتظرنا فيها شابان ركبنا رغم خوفي وترددي لكني لم اتراجع.
بينما نحن في الطريق قال أحد الشبان للميس احضرت الينا سلعة جديدة في تلك اللحظة خفت على نفسي كثيرا وبدأت تراودني افكار سيئة وقالت لهم لميس انها تخجل لم تتعود على العمل بعد وهذه كانت مجرد بداية.
عندما وصلنا
دخلنا الى منزل أحد الشبان وسهرنا معهم تلك الليلة وفي اليوم الموالي عدت الى الاقامة
فأصبحت أسكن مع لميس ومنال في نفس الغرفة أما صديقاتي فقد قطعنا علاقتهن بي
نهائيا.
انهيار حياة الفتاة بسبب أصدقاء السوء:
مرت الأيام والأشهر والأعوام مع لميس فتغيرت حياتي كليا، اصبحت فتاة أخرى فقد قمت بكل الأفعال السيئة، وصرت مدمنة على التدخين، تغيرت حياتي من فتاة محافظة الى فتاة منحرفة همي الوحيد هو كسب المال بأي طريقة.
وفي يوم من الأيام كنت في الاقامة اتصل بي والدي واخبرني بأن امي مريضة وقد تم نقلها الى المشفى، غيرت ملابسي الى لباس مستور وذهبت مسرعة الى المستشفى لزيارتها، نظرت الى عيني بحزن وألم فنزلت دموعي وشعرت بالخجل وندم شديد، ندمت لأني خنت الثقة التي وضعها والدي في، لم يعلم اني لم اتمسك بالأخلاق التي علمتهم لي أمي.
أحسست بالندم على الطريق الذي سلكته مع منال ولميس،
وندمت على أخلاقي الرذيلة وكل شيء قمت به في حياتي، ثم خفت ان أخسر أمي كما خسرت أخي
وأبقى وحيدة في هذه الحياة، فقررت ان أعود الى ملاك القديمة وأتوب الى الله وأرجع
الى صلاتي وأخلاقي التي غرستهم أمي.
بقيت مع أمي يومين في المستشفى ثم أتى الطبيب لفحصها وسمح لها بالخروج من المشفى، ثم أعطى لي رقم هاتفه ليتابع وضع أمي الصحي وأتصل به اذا تدهورت حالتها، عدنا الى المنزل وفور وصولي قمت بغلق حسابي على الفيس بوك وغيرت شريحة هاتفي.
قطعت جميع اتصالاتي بلميس ومنال، ثم حضرت العشاء وتناولناه وأعطيت لأمي دوائها ثم ذهبت الى غرفتي لأنام، لكني لم استطع النوم فقد رغبت في التدخين فقد أصبحت مدمنة عليه، لقد كان صعبا علي تركه فجلست اتقلب على فراشي الى ماحل الصباح.
استيقظت صباحا كما العادة ثم اخذت حماما وصليت صلاة الصبح وحضرت لأمي
فطورها ولما انهيت من اعمالي المنزلية خرجت لأشتري شريحة هاتف جديدة ثم عدت الى
المنزل، فكنت أعتني بأمي وأتابع وضعها الصحي وأحضر لها الأكل وأحضر لها الادوية في
وقتها حتى تحسنت حالتها واصبحت تمشي لوحدها، فرحت لها كثيرا ثم تذكرت رقم الدكتور وقلت
لأمي سأتصل بالدكتور ونأخذ معه موعدا غدا.
ظهور مشاكل عديدة للفتاة:
اتصلت
به واخبرته اني ابنة المريضة ثم سأل عليها وقال لي احضريها غدا لأقوم بفحصها فإذا
تحسنت حالتها سأعطيها بعض الادوية وتكمل علاجها بشكل عادي وفي اليوم الموالي ذهبنا
الى الدكتور وصلنا فدخلنا الى مكتبه وفحص أمي وأعطاها وصفة الدواء، ولكنه كان ينظر
عندي نظرات غريبة كل مرة ويبتسم.
عدنا
الى البيت، ثم تناولنا غداءنا واذا بالطبيب يتصل بي وأجبت وسألني عن حالة أمي، ثم
جاء والدي حضرت له الغداء ثم ذهب الى عمله، أما أنا فبقيت أبحث على الانترنيت عن
طريقة الاقلاع عن التدخين لأتبعها، عدت الى صلاتي في وقتها وأجالس أمي المهم اني
قد ملأت كل أوقات فراغي اما الطبيب فضل يتصل بي كل مرة للسؤال عن امي.
مرت الايام على هذه الحالة فكنت اعمل على تحضير الحلويات التقليدية لأساعد أبي في مصاريف المنزل، فكنت اصنع الحلوى وابيعها لتحسين وضعنا واصبحنا افضل حالة مما كنا عليه سابقا، مرة اتصل بي الطبيب وطلب مني ان اصنع له طلبية من الحلوى ثم اتى لأخذها، خرجت اليه لإعطائه الامانة، فلما رأيته خجلت وارتبكت وشعرت بشعور غريب بداخلي بالرغم أنه ليس أول رجل عرفته في حياتي فقلت له هذه هدية مني اليك، فكيفيني انك كل يوم تسأل عن امي وتتابعها.
في الليل
اتصل بي وشكرني على الهدية ثم تحدثنا وحدثته عن حياتي بأدق تفاصيلها وكيف تخليت عن
دراستي وحدثته ايضا عن الطريق الفاسق الذي سلكته وبعد تلك المكالمة لم يتصل بي أياما،
فظننت انه تخلى عني.
الإبتعاد عن الأفعال السيئة:
لكن في
أحد الأيام اتصل بي وأجبت وقال لي عديني انك ستتوبين لله عز وجل ولن تعودي لأفعالك
السابقة و تتبعي الطريق الصحيح بلبسك اللباس الشرعي المحتشم.
الشيء الرائع هو ثقته بي وكان رجلا بمعنى الكلمة وأمرني بتغيير الجامعة التي كنت أدرس فيها وقال بأنه سيساعدني في دراستي، فبقينا على اتصال حتى وصل وقت تسجيلات الجامعة ثم رافقني الى الجامعة المتواجدة في ولايتي للتسجيل فيها، ثم وقف معي الى آخر دقيقة فقبلت في تلك الجامعة.
تحمست لحياتي الجديدة فكنت ادرس واعود الى البيت فرحة ابيت مع ابي وامي وضل الطبيب يتصل بي كل يوم فكنت انتظر اتصاله بفارغ الصبر وبشوق لأنه كان يزرع في نفسي الامل.
نهاية القصة:
انهيت دراستي في الجامعة وتخرجت بمعدل عالي وفي ذلك اليوم اتصل بي وقال لي: ملاك سآتي الى منزلكم، لأني احتاج والدك في امر، احترت وكنت افكر فيما يريد ذلك الطبيب من والدي، اتي الى البيت حضرت له القهوة ثم اخذتها له، ثم سلم على امي وسألها عن حالها وتحدثوا قليلا ثم دخل الى الموضوع وقال لهم جئت لخطبة ابنتكم ملاك.
قال له
والدي لن أجد صهرا أفضل منك وقبلوا، وبعد أسبوع أحضر عائلته وتمت خطبتي وبدأت أحضر
لعرسي فكان يساعدني في التكاليف لأنه يعلم عن حالتي المادية وبعد أشهر تزوجنا وأقيم
لي عرس لم أحلم به في حياتي وطلب من والدي السكن معنا فلم يكن معه اي مشكلة أي قبل
بي رغم فقري ورغم الماضي الأسود لي فأنا أحبه وممتنة له كثيرا لأنه بسبب حبه لي
قبل بي رغم الماضي الاسود الذي معي.
المغزى
من هذه القصة:
يجب ان
تتقبلي نفسك كما أنت وتقتنعي بالشيء الذي أعطاه لك الله، واذ كان والدك فقيرا افتخري
به وادرسي وارفعي رأسك ورأس والديك وابتعدي عن الطريق السيء واذا اردت كسب النقود اعملي
عملا صالحا حلال، ولا تصاحبي أصدقاء السوء لكي لا تندمي، في الاخير اتمنى ان
تعجبكم قصتي وتأخذوا منها العبرة.