قصة "احمد ابن المتروكة" الجزء الاول
حكاية "احمد ابن المتروكة"
قصتنا اليوم من التراث القديم، كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك سلطان تزوج سبعة نساء، لكنهن لم ينجبن اولادا فحزن السلطان كثيرا وبدأ يفكر في نفسه ويقول: الى متى سأبقى هكذا وحيدا ليس لي ولدا يخلفني الحكم وافرح به ويحمل اسمي، فقرر الذهاب الى مدير المملكة لينصحه ويدبر عليه، استيقظ السلطان وركب حصانه وذهب الى المدير.
عندما وصل إلى المدير قال له: سأحكي لك همي وجد لي حلا له، انا عندي
سبعة نساء ولكن ولا واحدة منهن انجبت لي ولدا فدبر علي ماذا افعل؟! ثم قال له المدير
سأحضر لك سبع تفاحات واعط لكل زوجة من زوجاتك تفاحة.
خرج
السلطان من عند المدير واخذ معه التفاحات السبع ولما وصل الى القصر أعطى زوجاته
التفاحات السبعة ولما وصل الى زوجته السابعة والتي هي ابنة عمه عض من تفاحتها وأعطاها
اياها.
ومرت
الاشهر واذا بزوجاته السبعة حوامل، ففرح السلطان كثيرا ورزق سبعة اولاد
ولكهم بصحة جيدة الا زوجته السابعة والتي هي ابنة عمه فأنجبت ولدا ضعيف الجسد
وهزيل سمته أحمد، احب السلطان زوجاته الستة لأنهن انجبن له اطفالا اقوياء الجسم
اما ابنة عمه تركها ونسيها فبم يعد يذهب اليها ويزورها ولا يهتم بها هي وابنها لأنه
ضعيف فأصبح يلقبها بالمتروكة لأنه تركها.
وعندما مرت الايام والاعوام كبر ابناء السلطان فكانوا يعيشون حياة الملوك والرفاهية، الا ابنه احمد فقد نسيه تماما، اعطى السلطان لأبنائه الستة الصيد القوس والسيف والسهام، اما ابنه احمد لم يعطي له العدة و لأبيهم، حزن احمد كثيرا، فقررت امه السلطانة المتروكة بيع فضتها كاملة وشراء عدة الصيد لابنها أحمد.
فأصبح ابناء السلطان يذهبون الى الغابة دائما
للصيد ويعطون السلطان ما اصطادوا من فرائس، فيفرح السلطان بأبنائه، لكن احمد كان
يذهب الى الغابة لوحده فقرر ان ينتظرهم عندما يصطادون صيدهم، وفي طريق عودتهم للقصر
يتلثم ويهاجمهم بسيفه ويأخذ كل صيدهم فأصبح كل اخوته يخافون منه كثيرا دون علمهم
من يكون هذا الفارس الملثم فصاروا يعودون الى السلطان دون صيد ايديهم فارغة،
فعندما يسألهم السلطان عن صيدهم يقولون له: يا أبانا اليوم لا يوجد صيد، لا غزال ولا حمام ولا أرنب.
مر الزمن على هذه الحال واحمد يستولى على صيد اخوته لأنه كان يتميز بالشجاعة فكان سيفه لا يهزم ابدا، وفي يوم من الايام يرى السلطان المتروكة وابنها يشوون اللحم دائما وابنائه يعودون دون صيد، واحتار السلطان في ذلك واخذ يفكر فيما يجري في مملكته فأمر خادمه في التحري عن الامر وذلك باتباع ابنائه الستة اثناء ذهابهم للصيد ومعرفة اللغز.
وخرج الخادم وراء ابناء السلطان ليتتبعهم متخفيا فرآهم
يصطادون الغزلان والارانب وفي طريق عودتهم للقصر يتعرض الفارس الملثم طريقهم
فيهربون ويتركون له صيدهم.
تطور أحداث القصة:
عاد الخادم الى القصر واخبر السلطان عم رآه فقال السلطان: لا يزال ابنائي جبناء وليسوا اقوياء لكنه لم يعرف ان ابنه هو الفارس الملثم، وذات يون خرج احمد للصيد في الغابة فرأى غزالة داخل حديقة قصره وتبين ان هذه الغزالة تركض بين الاشجار فأقسم بأن يصطاد هيه الغزالة حية فجرى ورائها حتى وجد نفسه داخل حديقة القصر وتبين ان هذه الغزالة تربيها اميرة ذلك القصر ثم تقدم احمد للأميرة وأعجبا ببعضهما.
قرر "أحمد" خطبتها والزواج بها، عاد "أحمد" إلى بلدته وذهب الى ابيه السلطان فأخبره بأنه يريد خطبة تلك الاميرة، ولم يرغب السلطان بذلك لان احمد ابن المتروكة فلو تقدم لخطبتها للحد ابنائه الستة لقبل طبعا ولما سمع احمد جواب السلطان جن وغضب وقال لهم: اذا لم يزوجها لي السلطان سوف أدمر قصره وانتقم منه.
تحدث حاشية السلطان معه فقالت له: هذا ايضا ابنك فيجب فيجب ان تذهب معه لتخطب تلك الاميرة، وبعد محاولات عديدة تمكنوا اخيرا من اقناع السلطان وذهب مع احمد لخطبة تلك الاميرة فلما ذهبوا لخطبتها.
اشترط
عليهم ذلك السلطان مهرا خياليا جمال محملة بالذهب والحلي مقابل تزويجه الاميرة واعطاهم مهلة شهر لإقامة الحفل فوافق
احمد وابيه على تلك الشروط وعادوا الى بلدتهم وبدأوا في تحضيرات الزفاف.
لكن السلطان الاخر والد الاميرة لما استلم مهر ابنته رحلوا من تلك القلعة الى وجهة مجهولة فأجبر الامير على الرحيل معه وسرق المهر واحتال على احمد وبعد انقضاء مهلة الشهر، ذهب احمد وجماعته الى تلك البلدة لاحضار عروسه، لكنه لم يجد فيها احد وحزن احمد وخاب امله، فطلبت منه جماعته العودة الى البلدة لكن احمد رفض العودة خجلا من والده وبقي هائما في البلدان من بلدة الى بلدة بحثا عن ذلك السلطان الذي احتال عليه.
بدأ بالمشي أياما طويلة حتى وجد منطقة مكتظة بالسكان واقترب منها ليرتاح فيها فإذا بفتاة مربوطة كانت تبكي وراح اليها وفك رباطها وقال لها ما بك ومن قام بربطك! فقالت له: ففي بلدتنا ثعبان كبير له سبعة رؤوس سد علينا مخرج الماء الذي يصب من الجبل فإن لم تقدم له فرسية يأكلها كل مرة حرمنا ومنع علينا الماء.
في كل مرة يتم التضحية بشخص ما وهذه المرة انا هي الضحية ثم قال لها احمد: أنا ابن السلطان لا تخافي سأنقذك من هذا الثعبان ولن أتركه يلتهمك سأقضي عليه، فقال سيرتاح قليلا وعندما يأتي الثعبان أيقظيني وسأقتله فبما كان أحمد نائما.
تسلسل أحداث القصة:
قامت الأميرة بوضع ختم القصر على رقبته، ونظرت الى أحمد وسألت نفسها بهل يستطيع هذا الشخص الضعيف القضاء على الثعبان ذو سبعة رؤوس واستسلمت للثعبان وبدأت تبكي.
عندما استيقظ أحمد رأى الثعبان يهجم على الاميرة فأخذ سيفه بيده واقتطع رؤوس الثعبان السبع وقضي عليه وعادت الفتاة الى قريتها فلما رآها الناس تعجبوا من رؤيتها حية ولم يلتهمها الثعبان فحكت لهم كيف ضي احمد على الثعبان وانقذ حياتها فأراد السلطان مكا فئة احمد على عمله وتزويجه الاميرة ولكن لم يعرفوا من يكون احمد المنقذ، استقر اجمد في تلك المدينة وبدأ العمل فحاما في احد المحلات.
قام السلطان بوضع اعلان في البلدة بتزويج
الاميرة من الفارس الذي انقذ حياتها من الثعبان وحل مشكلة الماء، فأمر الاميرة
بلقاء كل شباب البلدة في القصر فعندما تتعرف على المنقذ ترمي له تفاحة وفرح كل اهل
البلدة بهذا الخبر.